الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016

انتفضوا لمصلحة تونس لا ضدها : فلسطين لها شعب يحميها لكن تونس لمن ؟

L'hypocrite Tunisie

بطولات الشعب التونسي الوهمية ليست جديدة ولا غريبة عنا فما قامت به الدولة التونسية في عهد الحكم البورڨيبي من خمسين سنة فارطة يعيد نفسه اليوم ولا تختلف إلا التسميات والظروف وسأتجنب الحديث عن الخطابات السياسية التجارية على المستوى الحزبي وحتى المجتمع المدني..
حديثي سيكون عن المهندس الراحل محمّد الزواري نظرا لأنها قضية رأي عام وتعكر صفو المياه في تونس مؤخرا بسبب هذا الشخص ، حسنا من وجهة نظري أرى أن أكبر خطر يهدد أمن واستقرار تونس هم حماتها وكما يقول المثل المصري (حاميها حراميها) بعودتنا للتاريخ نرى أن كل الهجمات التي شنت ضد تونس من دولة إسرائيل كانت بسبب اعتباطية المواقف وتدخل الحكام في الشؤون الفلسطينية وبداية هذا الطاعون الفتاك الذي ضرب فكر التونسيين منذ مطلع القرن الفارط حيث حاولت السياسة البورڨيبية ربط تحرير فلسطين بتحرير تونس من الاستعمار الفرنسي.
يقول خميس الجينهاوي أن تونس تحافظ على مبادئ الشرعية الدولية و تلتزم بمناصرة كل حركات التحرر من الاستعمار (ولكنني لا أذكر أن تونس ناصرت الأكراد في مسيرتهم النضالية ولا الشيشان ولا الأمازيغ والسبب واضح وصريح) وبالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ، مبينا أن إسهامات تونس في إرساء السلام في العالم كانت فعالة منذ خمسينيات القرن الماضي وزاد على ذلك مؤكدا أن دور تونس كان فعالا في إحلال السلام في العالم ٬ وهو ما يشهد عليه تاريخ الأمم المتحدة وأن مستوى الدبلوماسية التونسية كان دائما حرفي وبعيد كل البعد عن سياسة الاستقطاب الدولية مبرزا ضرورة تفعيل التعاون بين تونس والمنظمة الأممية خاصة في القضايا الإنسانية الكبرى التي لها علاقة في تطوير القدرات التنموية الشمال إفريقية.
بحيث يطرح سؤال فضولي ما مصلحة شمال إفريقيا مثلا في تحرير فلسطين؟؟ وماهي الفائدة التي ستعود على الدول الشمال إفريقية بمعاداتها لإسرائيل والوقوف لصف فلسطين "على مستوى الخطاب السياسي يعني" فأنا حقيقة لا أشكك في وقوف تونس في صف دولة إسرائيل لكن الخبث السياسي يجب للدولة التونسية بجميع مكوناتها إرضاء الطرفين بمعنى أن تونس لا تناصر إلا مصالحها فدعم إسرائيل بل وتقديسها واجب وطني لكن في الخفاء وعلنا ترفع شعارات التقديس الفلسطيني باسم الإنسانية والوحدة العربية والقضايا القومية الأممية لاستقطاب الدول العربية البورجوازية لها إلخ ..
وما بقى في ذاكرتي ما ذكره سابقا الأمني المتقاعد النوري بوشعالة في كتابه (قبس من الذاكرة ، مذكرات ضابط أمن) قال أن النظام التونسي خلال العقود الماضية كان مناصرا للقضية القومجية العربية بشدة ووضح كذلك التسهيلات الأمنية وعدم وضع رقابة على اللاجئين ولا ضغوط ونفى وجود أي مضايقات أو تدخلات في شؤونهم ولا حركاتهم وقال أن الأمن المشدد كان مكرسا فقط لحماية شخصهم لا لمراقبتهم كما فعلت باقي الدول الأخرى (التي ربما هي أحق بهذا منا) وهذه النقطة كانت سبب في قصف تونس لأول مرة من قبل القوات الإسرائيلية ولأن تونس تفسح المجال لإسرائيل لإقامة حلبة صراع أخرى على أرضها لإبادتها والذي فعلا أثار سخريتي ما صرح به أخ الفقيد بتاريخ 2016/12/19 يقول المذكور أن أخاه فخر لتونس وأن لديه ثقة كبيرة في القضاء بمعنى أن تونس ستحاكم حاكمها أم ماذا؟ وما دخل تونس أصلا في أن السيد الفقيد كان مع حركة حماس وعمل لصالح القضية الفلسطينية؟ فغريب أمر هذا الشعب من رأي يحول لمستشفى الأمراض العقلية أفضل حل..
أخيرا الشعب والحكومة "يشعلو في النار ويقولو الدخان منين" ولو انتبهتم للفقر والتهميش والبطالة والكوارث الطبيعية والجهل والأمية والجهويات والعنصرية وطغيان البوليس إلخ.. لكان فعال أكثر من الهراء والهتافات السخيفة بدون جدوى فيا شعبنا المسكين تظاهروا لمصلحة تونس لا ضدها لستم مؤهلين لمعادات إسرائيل والسيد تصنيفه كشهيد يعود للخالق ليس لكم واللي جابتو ساقيه العصا ليه.
كي لا أنسى ولا ننسى (تونس العربية الإسلامية ضد التطبيع مع دولة إسرائيل ومع القضايا العادلة والإنسانية سجنت مجموعة من الشباب اخترقوا مواقع إسرائيلية).

#الحكومة تاكل في الزهومة والشعب في الخراء للكرومة