لازلت أبحث عنك.. في طريقي في صحوتي ومنامي
في وجوههم الشاحبة في أعينهم المرهقة في أجسادهم الهزيلة حتى في أحاديثهم
التافهة أبحث عنك بلا أمل أنتظرك في اللامكان..
هل تسمعني ! هل تعلم ما بي إن كنت في عالمي فأنقذني من براثنهم من تفاهاتهم
وغبائهم أرجوك فقد أهلكني الإنتظار ؟
ستسأل من أكون سأخبرك !
أنا كتلة التناقضات الصارخة والمتماهيات المضللة.. أنا عصارة في كأس خمر
غير قابل للإستهلاك.. أنا نقطة فاصلة بين كلية مترفة وعدمية مدقعة.. أنا فكرة لم يحن
موعد تدوينها في دفتر بعد ولم يجرؤ صاحبها على البوح بها أمام العامة.. أنا سوء الفهم
الذي لن يزول إلا بشجار معقد.. أنا تلك التائهة في غياب الجهل من الأزل إلى الأزل دون
رجعة ودون عقاب.. أنا كائن ميت على عتبة الحياة وحي على عتبة الموت ماذا عنك ؟ من تكون ؟
أجهلك بقدر معرفتي بك وتراني أعجز عن الخروج من دائرتك وعن تجاوزك..
حريتي أنت وسجني.. أتحرر عندما أفكر بك في خلوتي أتحرر عندما أكتب لك..
وتقيدني فكرة وجودك في كياني فتراني أمقت من حولي وأحاربهم بكل السبل للتملص من بشرية
وعالم أنت غائب عنه.
على العموم أنا كذبة أو مجموعة كذبات متتالية وتتالى فأنا أعلم من تكون
لكني أحاول بكل الطرق إنكارك
رغبة في الخروج من هذه الحالة البائسة معتوب ليتك تعلم ما يمر بي بسببك
ليتك تعلم فقط أنا لا ذنب لي إن عشقتك كغيري من القبايليات.. أعني كغيري من الأمازيغيات
فأنا لست بقبايلية أنا تونسية غريب أليس كذلك ؟ لا يهم ولا أظن أنه أكثر غرابة من أنك
هيمتني وذكرى وفاتك تكبرني بسنة.. كيف لا..
أنت الحل والمشكل.. أنت المذهب والعقيدة أنت الوطن والغربة أنت مجموعة
من التناقضات الواضحة أنت الغريب والقريب أنت القديس والحبيب أنت الصمود والنضال أنت
الهوية والعزة.. أنت مجموعة من صفاة لا يكتمل الكون إلا بوجودها أنت الصراع الطبقي
والثورة أنت الحرب والسلم أنت الجريمة والعقاب وأخيرا إن جردوني من حبك سأنتهى.. أرقد
في سلام فقد خلقت فقط لأحبك تشهد السماء وجبال دجردجرة تشهد البحار والصحاري أنك واحد
أحد..
وما الحب إلا أنت سأحبك حتى بين يدي ربي وسأشهد أنك الحب والله أوصى بالحب
فأنت ساكن فيا ما حييت يا من تيم قلبي بحبه..
Unknown