الأحد، 16 أكتوبر 2016

اكتب لروحك .. اكتب لمعتوب الحي في كياني

إليك يا من أرى صورتك في كل مكان في كتبي .. في أحلامي .. في صحوتي إليك يا من يرتعش كياني بذكره :
في ليلة من ليالي نوفمبر الهادئة جلست على أريكتي الوثيرة .. تداعبني دفء الذكرى ذات شهوة وأنا أنتظره بلا أمل .. دنوت من نافذتي ورزاز الأمطار تتطاير عليها منتظرة محبوبي بلهفة وشوقاً وهو عائد من للامكان، ألف يدي على جنبي تارة وافركهما ثم اضمهما وانفخ فيها انفاسي لأشعر بالدفء .. صوت حبات المطر على زجاج نافذتي يعزف سيمفونية خاصه به لا يقدر عليها أبجل موسيقار عرفه التاريخ وضعت وجهي على راحتي وثنيت اناملي تحت خدي .. ورحت اتأمل حبات المطر وهي تتساقط بحنان على الاشياء .. وعلى زجاج نافذتي تدور عيني هنا وهناك .. لتتابع حبات المطر التي ترسم لوحات ما أجملها ..
فجأة أحسست بأنفاسك الحارقة على عنقي وشفتيك تداعب خدي تحسست تفاصيلي وعزفت بأناملك على جسدي فالتهب جسدانا بحرارة الشوق همست في أذني برقة دقدق القلب ببابكِ فافتحـي اسرعي لا تكسلي الان اسرعي ولنغني بعد دقات القلــوب تحت كل سحابــه فيها المقامات الطوال تغسل عنا الشظايا والحروب كم اشتهيكِ في ليلةٌ ممطرةٌ في فصل الشتاء لتكوني في حضني كطفلةٌ كقطةٌ تلعبُ على افخاذي الاعب شفتيكِ بشفتي كم اشتهيكِ يا طفلةٌ كبرت ونضجت لماذا تخجلين عندما انزل على خصركِ المدور كانهُ ساعتي الذهبية دعيني افتح لكِ بابً لم يفتحهُ لكِ سواي. أهتز كياني وجسدي لكلماتك هذه التي لم أسمعها قلت أحبك حب العبد لربه أحبك بقدر حبك للوطن أحبك بقدر دفاعك عن الهوية .. حبي لك معقدا أكثر تعقيدا من نظرية التطور وقصة البعثة أعتقد أنه وصل لدرجة أعلى، لم يطلق الناس عليها اسما بعد ..
أحبك وارتكبت جريمة بكلماتي هذه فلا المسلمة تتغزل بمحمد الذي كنت تمقته ودينه على الدوام ولا المسيحية تتغزل بعيسى أما أنا فتغزلت بك وضاجعتك في مخيلتي، إعتنقتك كغيري أما أنا فتطاولت خلدت أليك كي أقيم طقوس العبادة على جسدك عارية بربرية كي أتمرد على الميتافيزيقيا والقوانين بك وإليك وأجاهد في سبيلك أحبك حتى وذكرى وفاتك تكبرني بسنة لكن غريب كيف لي أن أهديك حروفي ولم تعد عيناك تمر بها لم يعد قلبك يخفق لأجلها لكنني أحبك .. ثم أسيقض أتذكر حبَّكِ الشتائي .. وأتوسّل إلى الأمطار .. أن تُمطِرَ في بلادٍ أخرى وأتوسّلُ إلى الثلج .. أن يتساقطَ في مُدُنٍ أخرى لأنني لا أعرف .. كيف سأقابل الشتاء بعدك .. ربما ستقع أعين زوجتك على هذه الكلمات وستكرهني حتما بل ستمقتني لكن ما باليد حيلة أحيانا يكون استحضار ذكرى ما والعيش في دهاليزها أخف وطأة من واقع فقدانك المخزي فقد أيقظتك من الموت وحييت بك و معك فأنت البلسم لواقع مرير .. كثيرا من الأحيان قد أسرح في ذكرى ما وأغمض عيني وأبتسم لبرهة، هذا دليل لانتعاش الذكرى لدي فأعيشها حاضرة وكأنها حية .. هذه حالة أما الحياة مستمرة وماضية لأقدارها وأحاول جعلها زيارة غنية بالرضا والانسجام مع الذات.
معتوب نحبك ونعبد ربك

معطوب الوناس